شاكيرا.. الصوت القوي المدافع عن حقوق المهاجرين
شاكيرا.. الصوت القوي المدافع عن حقوق المهاجرين
برزت المطربة العالمية شاكيرا خلال السنوات الماضية كأيقونة خاصة في دفاعها عن حقوق الإنسان ودعم حقوق اللاجئين والدفاع عن المهاجرين في مختلف المجتمعات وإطلاق المبادرات المجتمعية في مجالات التعليم وتعزيز حقوق الأطفال وتوجيه انتقادات لممارسات بعض الدول التي تتنافى مع القيم العالمية بشأن حقوق الإنسان.
وكان ظهورها الأخير على منصة التكريم في حفل توزيع جوائز غرامي 2025 استكمالاً للنهج الذي تبنته في دعم حقوق المهاجرين فبعدما تسلمت الجائزة ألقت خطاباً قوياً مَثَّل رسالة مباشرة ضد السياسات المناهضة للهجرة والداعمة للترحيل الجماعي.
وقالت شاكيرا "أنا أيضاً أتيت مهاجرة إلى هذا البلد حاملة حلماً.. اللاتينيون، نحن قوة لا يمكن إيقافها.. لن أتعب من القتال معهم ومن أجلهم.. أريد أن أهدي هذه الجائزة إلى جميع إخوتي وأخواتي المهاجرين في هذا البلد.. أنتم محبوبون، وتستحقون ذلك، وسأقاتل معكم دائم".
وقبل صعودها على المنصة وجهت أيضاً رسالة قالت فيها "كنت أيضاً مهاجرة أتيت إلى هذه المدينة بحلم، أعرف جيداً كيف تكون هذه النكسات، ولكن أيضاً مدى قوة شعبنا، لا يمكن إيقاف اللاتينيين ولن أتعب من القتال معهم ومن أجلهم".
وربما يعود اهتمام شاكيرا بالقضايا الإنسانية إلى معاناتها الخاصة حيث عانت من الفقر كأي طفل في بلادها إلى جانب كونها ابنة لمهاجرين لبنانين، الأمر الذي كان دافعاً لها لاستغلال مكانتها الموسيقية في محاولة جعل حياة الأخرين أفضل، "منذ عملي بالموسيقى واحترافي وكان عمري 18 عاماً، أخذت على عاتقي أمرين؛ النجاح في الغناء، والدعوة للإنسانية والحصول على كل الحقوق التي يحتاج إليها الإنسان، والتي أهم جوانبها التعليم".
شاكيرا المغنية الكولومبية ذات الأصول اللبنانية التي ولدت في الثاني من فبراير 1977 في مدينة بارانكيا على البحر الكاريبي اعتبرت أحد أبرز المدافعين عن حقوق اللاجئين والمهاجرين في السنوات الأخيرة وكانت دوماً صاحبة رسالة قوية تعبر عن محنتهم وألمهم وتطلعاتهم.
ففي 1997 أنشأت شاكيرا مؤسسة في كولومبيا لرعاية الأطفال المشردين الضعفاء حيث ساعدت عدداً كبيراً من الأطفال الذين تعرضوا للعنف في بلاد جنوب أمريكا.
وبدأت شاكيرا تعزيز دورها في المجال الحقوقي عام 2003 عندما تم اختيارها لتنضم إلى قائمة سفراء النوايا الحسنة لليونيسف لتكون أصغر سفيرة يتم اختيارها حتى ذلك الوقت، قابلت شاكيرا اختيارها برسالة "لقد قامت اليونيسف بعمل هائل في بلدي كولومبيا، وقد رأيت بنفسي الفارق الذي أحدثته اليونيسف.. إنه لأمر مجزٍ أن أعلم أنني أستطيع الانضمام إلى هذه القائمة الرائعة من النجوم الذين يدعمون اليونيسف وأنني أستطيع المساهمة شخصياً في تحسين حياة الأطفال ومستقبلهم".
ومنذ ذلك التوقيت بدأت جهوداً واسعة وكان لها جهد واضح في 2007 عندما زارت بنغلاديش وعملت على رفع مستوى الوعي بشأن تأثير إعصار سيدر على المجتمعات المحلية، حيث التقت النساء والأطفال وزارت مشاريع التعليم التي تدعمها اليونيسف، وفي الهند دعت إلى أهمية تعليم الفتيات وتمكينهن لكسر دائرة الفقر وعدم المساواة.
وفي 2010 حظيت باهتمام خاص عندما توجهت إلى ولاية أريزونا الأمريكية للمشاركة في محاربة قانون الهجرة المتشدد في ذلك التوقيت الذي كان يَعتبر كلّ شخص لا يحمل وثائق هجرة صاحب جنحة.
وفي العام نفسه شاركت في مواجهة آثار زلزال هايتي بالتبرع بمبلغ 400 ألف دولار للمساعدة في إعادة بناء مدرسة للفتيات في هايتي تضررت بشدة خلال الزلزال، وقالت "أنا مقتنعة بأن مفتاح تحقيق مستقبل كريم للشعب الهايتي هو التعليم".
ووجهت وقتها رسالة ملهمة عن التعليم "لقد رأيت ما يمكن للتعليم أن يفعله، وما يمكن للاستثمار في التعليم أن يفعله.. المعجزات! وصدقوني، لا يوجد شيء أكثر متعة وإرضاءً من رؤية نجاح طفل لم تكن لديه أي فرص تقريباً للنجاح والازدهار والنجاح والأداء الجيد في الحياة".
ومع تصاعد الأزمة السورية في 2015، عندما بلغت المأساة الإنسانية ذروتها، دعت قادة وشعوب العالم إلى تقديم يد العون للأطفال السوريين اللاجئين في البلدان الأوروبية "الأطفال السوريون لا يستحقون ما يمرون به حالياً، إنني أعرف أنه من الصعب إيجاد حل لهذه المشكلة، لكن الأمل يحدوني في أن تتمكن دول العالم من التعاون معاً لمعالجة مثل هذه القضايا الملحة".
وفي 2017 حصلت على جائزة خاصة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا بسبب جهودها الإنسانية، ومن منصة التكريم أشارت إلى مأساة لا تزال مستمرة، "يجب أن نشعر بالحزن لأنه في عام 2017 لا يزال هناك 250 مليون طفل تحت سن الخامسة ما زالوا معرضين للخطر، ومن المرجح أن يعانوا من التقزم جسدياً وعقلياً".